تفسير قول الله تَعَالَى: {وَلذِكْرُ الله أكْبَرُ} [العنكبوت: 45]

الرقاق

الصلاة فيها مقصودان عظيمان: وهما أنها تنهى عن الفحشاء والمنكر، وفيها ذكر الله


#تفسير_آية

قَالَ الله تَعَالَى: {وَلذِكْرُ الله أكْبَرُ} [العنكبوت: 45]

المعنى فيه عدة تفاسير

التفسير الأول: ذكر الله أكبر من كل شيء على الإطلاق، وحتى أعظم في الأثر والنهي عن الفحشاء والمنكر من الصلاة، قال تعالى: " اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ"

التفسير الثاني: وهذا يروى عن ابن عباس وسلمان وأبي الدرداء وابن مسعود؛ أن ذكر الله للعبد أعظم من ذكر العبد لله وطاعته له، فتفسير الآية قال تعالى: {اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ}، فتلاوة الكتاب وإقام الصلاة كل ذلك ذكر لله باللسان والجوارح، والله يقول: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ} فذكر الله أعظم من ذكرنا، كما في الحديث القدسي: " من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، من ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير من ملئه".

التفسير الثالث: أن ذكر الله المتلو في الصلاة أعظم منه خارج الصلاة.

والآية تحتمل كل المعاني، لأن الصلاة فيها مقصودان عظيمان: وهما أنها تنهى عن الفحشاء والمنكر، وفيها ذكر الله، فبالنسبة للنهي عن الفحشاء والمنكر فالذكر أعلى وأعظم منها في النهي، وأما ذكر الله فيها فالذكر في الصلاة أعظم من خارجها، وكذلك لو ذكرت الله ذكرك الله، وذكره لك أعظم من ذكرك له، وبهذا المعنى فسر الآية شيخ الإسلام ابن تيمية

د. آلاء ممدوح محمود

#أم_مارية_الأثرية

موقع الدكتورة أم مارية الأثرية

https://ommaria.com/home